الجمعة، 24 مارس 2023

اليات اشتغال اليومي

اليات اشتغال اليومي

أنواع المخاطر في بيئة العمل,قناة طريق النحاح

Webآليات اشتغال الخطاب الإشهاري: كل ألآليات الجمالية والمنطقية والبلاغية من إستمالات وإيحاءات من صوت وصورة أو مايمكن تسميته بالوسائل التعبيرية المختلفة المعتمدة في تمرير الإرسالية الإشهارية مادام الإشهار يطمح لتعريف الجمهور بمنتوج ما والعمل على دفعه لإقتناءه21 Webأ- آليات اشتغال اليومي الحكم المسبق; المنهجية شعب علمية: مراجعة من خلال نماذج; المنهجية شعبة الآداب: مراجعة من خلال نماذج; 2- الأنظمة الرمزية بين التماثل والاختلاف أ- في ت Webالفلسفة بوصفها تفكيرا في اليوميّ. محمد الحرز: التفكير باليومي و الاشتغال على أهمّ القضايا التي تخترقه من العمق، هو أحد أهمّ التوجّهات الفلسفية المعاصرة. وهي توجّهات تهدف إلى التخلّص من مأزق Webللفظ اليومي معاني متشعّبة ومعقّدة جدّا إلى حدّ أنّه يصعب ضبط مفهوم ومعنى واضح لهذا اللفظ. إلاّ أنّنا سنحاول أن نسوق بعض المفاهيم التي قد تتوافق ولفظة اليومي WebNov 29,  · 3 مارس #2. هذا هو درس فلسفة اليومي لثلة علوم إعلامية. - تحديد مفهوم "اليومي": يعتبر لفظ "يومي" من الألفاظ العربية الفصحى، وهو مشتق من اسم "يوم"، وفي معظم المعاجم العربية، نجد هذا اللفظ يرتبط ... read more




فلم يعد الواقع و العقلاني بنظرهم ما يستحق الدراسة حيث يقول بارت "أن اللامعنى هو مكان الدلالة الحق" و مع مافيزولي ستصبح سوسيولوجيا الآني و الراهن أي اليومي مطلبا علميا وموضوعا الخطاب الإشهاري إحدى موضوعاتها. لقد كان الإبداع في الماضي يتم من خلال الصورة لكن كقيمة فنية أو تبادلية ضمن نسق تواصلي يوازن بين العرض و الطلب. أما الآن فالإنسان أصبح ينتج صوره و يستهلكها من خلال "تنين العصر" و هو الإشهار و لقد نبه رولان بارت ابتداء من سنة في كتابه ميتولوجيات أساطير إلى أهمية تطور الإعلام و الصحف الكبرى و الإذاعة و الرسوم إلى الجانب مجموعة كبيرة من الطقوس الإتصالية طقوس الظهور الاجتماعي و يمثل الخطاب الإشهاري في التلفاز إحدى هذه الطقوس الإجتماعية التي تمطر المتلقي بمجموعة من الصور و نماذج "للأنا" تبني و تشكل باستمرار من خلال التلفاز الذي حول العالم كله إلى فضاء بصري من خلال بيعه للأحلام و بنائه لها. لم يعد هناك أي حظ للفرد في طرح أي سؤال حول المستقبل فالإشهار يتكفل بذلك "فمستقبلكم يهمنا" فإذا كان دور التلفاز الإيديولوجي هو توحيد الأفراد و الرأي العام فالإشهار يلعب دور التوجيه و التحكم السيكولوجي في الفرد من أجل خلق الرغبة للاستهلاك بطريقة اعتباطية يتمتلها الفرد معقولة لأنها تقرب له النموذج الآني.


إن هذه اللعبة الخطيرة يمكن تشبيهها بإحدى العيادات الخاصة التي تدعي امتلاكها التطبيب لكن فور دخول الفرد إليها و بعد فحصه يبدأ الابتزاز ثمن المبيت، وصفات طبية، تأمين،الذهاب لصيدلية، فلم تعد الحكمة القديمة صالحة حيث يقول أرسطو لا يمكن أن نفكر بدون صور و أقول أنه لا يمكن أن نعيش و نستهلك بدون إشهار،إن الخطاب الإشهاري فضاء لغوي لحضور اللامعنى و اليومي، الذي ينتهي بمجرد انتهاء الاشباع. إنه عصر عادت فيه الأغورا Agora لكن على شكل صور و بمضمون إيديولوجي يتأسس على الاستهلاك و على التعارض الدائم بين الرغبة و الحقيفة ففي الخطاب الاشهاري المبث على القناة الثانية يكون الإقناع و التأثير قائم من خلال الإيحاء و التوجيه ومدح المنتوج بطريقة غير مباشرة من قبيل توظيف صورة امرأة جميلة. مع التركيز على مفاتنها و بجانبها سيارة و كذلك توظيف المشاهير كقادة رأي من أجل إضفاء طابع المصداقية. فلماذا يتم توظيف الخطاب الإشهاري لصورة،الإيحاءات،الإغراءات الجنسية،إستمالات عاطفية و إعطائه اهتماما دون الاكتفاء بالخطاب فقط والمفارقة الآن هي أننا نعيش في عالم أصبح فيه مصطلح مفهوم المصداقية مفهوما يعاد إنتاجه أيضا و يغلف و يباع و يشترى على نحو مألوف أو روتيني، نحن نعيش في عالم تهيمن عليه الصورة المنتجة على نحو وافر و جماهيري فالقول إن هناك صورة من نوع واحد أو وحيد في نوعها هي الصورة الصادقة قد أصبح عملية ضعيفة في هذا العالم فهناك العديد من النسخ التي يمكن أن توجد بالنسبة لأي صورة فوتوغرافية كل منها لها القيمة نفسها إن الخطاب الإشهاري خلق لنا عالم الزيف و واقعا فوق الواقع، واقع بدون مرجع بل إن الخطاب الإشهاري دال و مدلول في ذاته و لا تربطه بالواقع أية مرجعية منطقية، إلا مرجعية الرغبة و فعل الإستهلاك الذي سيوجه إليه المستهلك،بل إن الإشهار تعلب ماكر يقوم من خلاله القائم على الخطاب الإشهاري بإصطياد فترة الإنتباه و إن جاز التعبير مرحلة الذروةحيث ثبت المسلسلات العاطفية التي يتابعها أكثر نسبة للجمهور الدي سكون مهيأ سيكولوجيا لتلقي الرسائل الإعلانية.


إن إعداد الخطاب الإشهاري من خلال البث المكثف للإشهارات في مرحلة الذروة يؤكد أن هناك معرفة مسبقة ببنية المستهلك الإدراكية من طرف المستشهر. فإذا كان الإنسان ينتج واقعه من خلال الصور، فإن للإشهار كذلك قدرة على دفع الإنسان للإستهلاك لأنه يتضمن في بنيته أداة إنتاج العقل لمنتجاته بل إن الإشهار يقوم بإعادة إنتاج صورة العالم و صورة الأنا من خلال الألوان و الموسيقى و الفضاءات المتخيلة إنه ينتج واقعا لا واقعيا و يعمل على تكريسه كواقع حقيقي. إن الإشهار و إنسان الإشهارهو نموذجية للإنسان المتعالي. إنه ما يجب أن يكون عليه، إنه الصعب و البعيد المنال. لكنه القريب من خلال الإشهار و من خلال عرضه لما يحقق الرغبة و يشبعها:كشراء المنتوج التبضع من الأسواق الحديثة والشراء بواسطة الدفع الإلكتروني، إنها مثاليتنا المفقودة، إستهلك، إدفع، تبضع، إشترى، هذا الموضيل فأنت موجود. إن الخطاب الإشهاري ذو وظيفة توجيهية للموافق النفسية الاجتماعية و خالق حاجة دائمة للاستهلاك،بل وكذلك تشييء للفرد من خلال إيديولوجيا الاستهلاك التي تتأسس على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.


إن الإشهار ينزع الفرد بعيدا عن نفسه لكنه يعيده و يحقق له إنسجامه من خلال إرساله إلى السوق وتحفيزه من أجل شراء المنتوج و ربطة عنق النجم الموظف في الإشهار, إنه يدفعه إلى جمع أشلاء "أناه" المتشظية،بل إن مدى تفضيله الكامل لمنتوجات اللوحة الإشهارية بقيمها و علامتها هو مقدار تحقيقه ل"أناه" و لا شك أن عصرنا يفضل الصورة على الشيء النسخة على الأصل التمثيل على الواقع المظهر على الوجود و ماهو بالأحرى فإن ماهو مقدس يكبر في عينيه بقدر ما تتناقض الحقيقة و يتزايد الوهم إن الإشهار يقدم نفسه بوصفه تعبيرا عن المجتمع ذاته و بوصفه جزءا من هذا المجتمع من خلال توظيفه للغته وقيمه وخصوصياته بل هو القطاع الذي تتركز فيه كل نظرة و كل وعي و نظرا إلى حقيقة أن هذا القطاع منفصل، فإنه موضع النظرة المخدوعة و الوعي الزائف، و التوحيد الذي حققه ليس سوى لغة رسمية للانفصال المعمم إن الاستعراض لا يقول سوى عن ما يتبدى جيد و ما هو جيد يتبدى ،فالمهم في كثير من السلع هو التغليف" و مجتمع الإستعراض أو الإشهار بلغة ديبور"هو اللحظة التي تحقق فيها السلعة احتلالها الكلي للحياة الإجتماعية بحيث لا تصبح العلاقة بالسلعة مرئية فحسب بل إن المرء لا يعود باستطاعته أن يرى سواها فالعالم الذي يراه هو عالمها، في مجتمع الإستعراض يتحول المستهلك الواقعي إلى مستهلك الأوهام، و السلعة في هذا الوهم الواقعي فعلا هو تبديده العام" ويستعين الاستعراض الإشهار بأشكال التسلية و الترفيه الباهرة، البراقة حيث يسيطر الإبتدال على عالمه و تبرز السلع: النجوم و الشخصيات.


و تكون شخصية النجم هي التمثيل الإستعراضي للإنسان، والحب التي يتجسد من خلاله الإبتدال عن طريق تجسيدهما لبعض الأدوار الممكنة، إن النجم هو موضوع التماهي مع الحياة الظاهرية الضحلة و التي يجب أن تعوض تفتت التخصصات الإنتاجية المعيشة فعلا و بوجود النجوم لكي يجسدوا أنماط مختلفة من أساليب الحياة و أساليب فهم المجتمع" إن تحليل الخطاب الإشهاري تقنية و منهج سيمكننا من نفي طابع البراءة و الحياد التي يتستر تحتها الإشهار. لنكشف على خلفيته الإيديولوجيا التي لا تهدف إلا لخلق الآني و الدفع بالحاضر في الاستغراق المفرط في المتعة و الاستهلاك، لقد أصبح العالم عبارة عن أيقونات إشهارية فالنجم في الخطاب الاشهاري لا يمثل ذاته بل يمثل موضوع الخطاب الإشهاري إنه ذاته علامة استهلاكية "حيث لا يأتي النجم المفرد كبديل للفرد الرمز و إنما تأتي النجومية بوصفها طبخة جاهزة تبحث عن من يمثلها و يكون الأفراد مادة في الصورة و لا يمثلون الصورة بكاملها فالنجم الآن خانة في الصورة و إذا تراجعت قدرته على أداء الدور جرى استبداله كما يجري استبدال المذيعات إذا تجاوزن شروط الإطلالة و شروط الصورة من حيث الجمال و الشباب و الجسدية" و يعتبرجان بودريار أن العالم أصبح مجرد صورة نقلا عن صورة و أصبح العالم مجموعة من عمليات الإصطناع و الصور بلا صلة أو علاقة أو مرجعية مع أصل محدد في الواقع بل تكون هذه المصطنعات الصور هي المهيمنة و الواقع محجوب مختفي و هكذا ضاع مبدأ الواقع في مثاهات المصطنعات الصور اللامتناهية، المتخيلة و الوهمية التي تروجها الميديا و بذلك يفقد الواقع وجوده و يصبح تلك النسخ المصطنع رقميا عبر أجهزة الكمبيوتر و عليه فإننا نعيش في عالم "فوق-الواقع" هذا الواقع الذي يعمل الخطاب الإشهاري على تكريسه و إعادة إنتاجه من خلال دورة السلع و الاستهلاك و في نقده لبنية الخطاب الإشهاري يقول بودريار "إن السلع جزء من نظام للأشياء يرتبط بنظام الحاجات و لدلك فهو يقول : إن أشياء قليلة هي التي تقدم اليوم بمفردها دون سباق للأشياء التي يجري الحديث عنها و قد تغيرت علاقة المستهلك بالشيئ نتيجة لذلك لم تعد الإشارة إلى الشيء أو الموضوع تتعلق به بمفرده بل به ضمن مجموعة من الأشياء تأخذ بعضها مع بعض معنا كلي، فألة غسل الملابس الغسالة أو المبردات الثلاجة و آلات غسل الأطباق و ما شابه ذالك لها معاني مختلفة لكن جرى تجميعها معا في مجموعة مهمة في تجهيز المنازل، كذلك يضاف إليها في الإعلام أجهزة أخرى كالمكانس و أجهزة التلفزيون و الفيديو، إن نافدة العرض في بعض المحلات التجارية و الإعلان و اسم المصنع أو جمعية متماسكة، رؤية خاصة بكلية أو بمجموع يصعب الفصل بين مكوناته" إننا نعيش عصر الإشهار عصر احتفال السلعة و التقنية والأداة على الذات الفاعلة.


لقد أصبح الفرد منفعلا داخل نظام يعتمد الإشهار أداة في التوجيه و التحكم في مواقف و سلوكات الأفراد من خلال ألياته و وصفاته السحرية، حيث يوظف كل الأساليب و الحيل حتى الأسطورة الشعبية من أجل إيقاظ المخيال الجماعي بوصفه ميكانزم إدراكي بواسطته يقوم الفرد ببناء تمثلاته، فلدفعنا لإستهلاك شامبوان معين "يتم توظيف سنن دلالي يربط في صورته الأيقونية بين الحسناء الجميلة و الشامبوان" ذات الشعر الطويل و البعيدة مهوى القرط و النحيفة و الرشيقة, بارزة النهدين، هندسة دافنشية لكن بقالب تشييئي. و إلى جانب مجموعة من الفتيات و الذكور يصبح الكل منعدما أمام قوة جاذبية ذات الشعر المغسول بشامبوان المعلن عنه إنه خبت مشرعن يستعمل الإغواء و الإغراء و الإستمالات العاطفية و يوقظ المخيال الجماعي القبلي من خلال توظيفه لأبعاد الجمال الأنثوي وإسثتارته لها بآعتبارها بنية لذاكرة الجماعية حول موضوع المرأة النموذجية لكنه في نفس الآن يخدمها بطريقة جديدة في المكان العام و أمام الكل "ما نعيشه اليوم هو ابتلاع نمط الإعلان لكل أنماط التعبير الافتراضية فكل الأشكال الثقافية الأصيلة و كل الكلمات المحدودة مبتلعة في هذا النمط لأنه بلا عمق و فوري سريع النسيان" و إذا كان ارتباط عصر الإشهار بصعود الإنتاج الرأسمالي و بالخصوص فيض الإنتاج و إشباع السوق و احتدام روح المنافسة حيث أصبح ترويج البضاعة متوقفا على تحفيز شهوة الزبناء للإستهلاك بل لقد سعت الرأسمالية في مراحلها الأخيرة و عبر كل الأشكال آلإغراء إلى خلق حاجيات وهمية للإنسان"41 ،"إن الرأسمالية قد أصبحت تنتج البضاعة و الحاجيات التي يطلب إشباعها و لا تتوفر لرأسمالية من وسيلة نافدة غير الإشهار الذي يداهمنا في كل مكان و لقد بلغ الإشهار درجة من الهيمنة بحيث أننا كثيرا ما سمعنا تدمر المواطنين من تلويث كل الأماكن بالوصلات الإشهارية" إنه بالأساس أداة تجارية إن قيمه هي قيم السوق و بنيته و محتوياته هي انعكاس لهذه الوظيفة" لا يقف تنين العصر عند حدود آليات الاستمالة و بلاغة الصورة بل يمتد إلى تحطيم أسطورة الذات الإنسانية المتعالية و دمجها في سيرورة الإنتاج من خلال فلسفة صناعة النجوم و توظيفهم كقادة أي من أجل التوجيه للمواقف و السلوكات و ضمان إستمرارية الإستهلاك، لكنهم ليسو إلا علامات أيقونية ترمز إلى السلعة و ليس لذاتها.


إن الخطاب الإشهاري سلعنة للذوات و بالتالي فإن آخر تعريفات الفلسفة للإنسان مع كاسيرر أنه حيوان رامز ربما لم تعد صحيحة فالإنسان لم يعد منتجا للرموز بل أصبحت تنتجه و تستهلكه هاته الرموز و يستهلكها. إن الخطاب الإشهاري يحتفل بالآني و اللحظي و الراهن الذي يجعله يتبدى أبديا فلم تعد هناك رغبة في الخلاص أو في المصير النهائي للذات لقد استبعد الخوف و استبدل "بتنين العصر" القادر على خلق آلهة جديدة للخلاص نجوم كرة القدم،راقصات،ممثلين و قد إنتبه بودريار إلى هذا التوظيف الإعتباطي للنجوم و خاصة جسد المرأة حيث يقول انطلاقا من حديثه عن فلسفة الإغواء و الإغراءيتمثل الإغواء بالنسبة في الشيطان و قد كان من بين هذه الحيل تلك النساء الساحرات الماكرات الشريرات أو تلك النساء الجميلات القادرات على الإيقاع و الغواية بالرجال.


لقد كان الإغواء دائما مرتبط بالشر و الانهماك في الأمور الدنيوية على حساب الجوانب الروحانية هكذا كانت النظرة للنساء و مازالت في كثير من الثقافات"44 ، و هو يعمل الخطاب الإشهاري "تنين العصر" على تغديته من أجل ضمان السيطرة و استمرار العين المحدقة التي عبر عنها فوكو من أجل خلق أجساد طيعة و استدماجها في صيرورة النظام و في قيمه و اتجاهاته و مواقفه،بل إننا نسلك وفق ما يريده لا كما نختار " هكذا تحول المجتمع الرأسمالي من مجتمع إنتاجي إلى نظام رأسمالي سبرنطيقي يهدف الآن إلى التحكم و الضبط التام و هذه هي وظيفة الخطاب الإشهاري إنه "بوليس جديد للفكر" و للمواقف و الإتجاهات و خالق للحاجة و الرغبة، و يمكنني أن أتجرأ أكثر و بتواضع و حذر شديد لأقول أن الإشهاري جعل العالم مليئا بالآلهة و لم يعد هناك إله واحد و هذه هي إيديولوجية الإشهار لقد كان هايدجر محقا حين تحث في رسالة في النزعة الإنسانية أن أزمة الفكر المعاصر تكمن في جعل كل شيء متواجد على مستوى اللغة هناك ترجمتان اعتمدت ترجمت عبد الهادي مفتاح لأنها أكثر سلالة من ترجمة إسماعيل المصدق. إن قصدية اشتغال الخطاب الإشهار تتجه نحو جعل العالم مليء بالمقدسات و قتل أي فكرة مجردة، لقد أصبح كل شيء أسطوري قابل للتحقق عن طريق إيقاظ الرغبة و الإقدام على الاستهلاك لقد كان الإنسان البدائي يسعى على الدوام للخلاص و بالتالي كان لحياته معنى يتركز في الاهتمام بالحاضر و الخلود.


إنه يريد أن يرسم الأسطورة من أجل آنتمائه و استمراره في التاريخ و قد عبر إيليا أبو ماض بشكل جميل عن هاته الفكرة القديمة: فإن عشت و مت غير مخلد أثر فأنت كأنما لم تولد من هنا كان الإنسان يستمد معنى لحياته. أما في عصر وسائل الإعلام و تكنولوجيا الافتراضي و إيديولوجيا الخطاب الإشهاري فكل شيء يأتي و يمشي في نفس الآن، اللحظة هي ما يهم "إن هذه العلاقة بالمعنى في تاريخ العالم كما في الحياة الشخصية هي التي تبخرت دون أن يأتي شيء ليعوضهما في هذا الميدان"46، إن إيديولوجيا الخطاب الإشهاري جعل كل شيء آني، لقد آن الجنس و الإغواء و الإغراء و التحكم" لقد دخلنا حقبة من حقبة الحلول النهائية، إنها حقبة الثورات الجنسية، حقبة من الإنتاج و التطبيق لكل أنواع المتعة التي تقع عند مستوى الوعي و ما تحت مستوى الوعي أيضا، إنها حقبة الرغبات غير المدركة الرغبات الغامضة، التناول المتناهي في دقته للرغبات، حقبة أصبحت المرأة فيها منتجة لنفسها كآمرأة بوصفها حيلة يستخدمها الشيطان.


أن تشتري سيارة من نوع "كات كات" كأنك تشتري المرأة المثالية في الصورةالإعلانية عنكات كات ،إن سحر المرأة القديم أصبح مجسدا في السلعة. إننا لا نشتري سلعة بل نشتري امرأة ،نشتري جسدها المثالي. بوصفها نموذج للكمال الآني و النهائي إننا نستهلك رغباتنا من خلال الخطاب الإشهاي الذي يركز " على المستهلك و ليس على المنتج و يقوم على أساس مبدأ سيكولوجي يقول إن الإنجداب الإنفعالي و ليس الإقناع العقلي هو الأساس"48 ، و هذا هو الفرق بين الخبر و الخطاب الإشهاري " إن الخبر محايد أما الإشهار فمتحيز و هذا هو السبب في اختلاف الثاني عن الأول شكلا و مضمونا إنه أقرب على مستوى المضمون إلى أسلوب المحامي منه إلى أسلوب الصحافي، فالمحامي لا يبحث عن الموضوعية في الخبر كما يفعل الصحافي و هذا أمر واضح، فالخبر في حالة الإشهار و حيدة الإتجاه و غايته هو التأثير في سلوك الأفراد و مواقفهم لذلك لا يكتفي بالإحالة على وقائع كما أن الأخبار الواردة في الإرسالية الإشهارية هي في المقام الأول أدوات أو حجج و ليست غاية في ذاتها و يختلف عنه على مستوى الشكل من حيث إن الإشهار يشتمل على جمل قصيرة و مكتفة و منتقاة فالإشهار يروم أن يكون جذابا و مغريا إنه يمزج داخل الوصلات بين العاطفي و العقلي"49،إن الغاية من الخطاب الإشهاري هي البيع و التنميط الثقافي.


فلا يمكن استهلاك سلعة دون المضمون والقيم المعروضة و المغلفة بها إن غايته "هي الإستفراد بالمستهلك و توجيه رغباته و تحديد حاجاته و تنويعها و استبدالها بأخرى ضمن دورة استهلاكية لا يمكن أن تتوقف عند حد بعينه و يمكن إجمالا الوقوف عند تصورين للإشهار،ما يطلقون عليه "الإشهار الخشن" و هو إشهار مباشرة يستعمل لغة عارية لا تحمل الصورة الإشهارية أنه يدعو الناس صراحة إلى الإسراع لاقتناء هذا المنتج أو ذلك من قبل "تخفيضات هامة""كل شيء يجب أن يختفي " "المؤسسة الفلانية تكسر الثمن" مدة العرض محدودة نسبة الفائدة صفر" إن الشراء مرتبط في أغلب الحالات بالانفعالات لا بقرارات عقلية صاحية و لو تعلق الأمر بمادة استهلاك نفعية51،ورغم أهمية الجانب الإخباري و البعد الإقتصادي الذي يتضمنه الخطاب الإشهاري فإنه علينا البحث في ما قبل الإخبار و الحياد المزعوم. للخطاب الإشهاري من أجل تفكيكه و تحليله و الكشف عن خلفياته الايديولوجية و كيف يوحد و يوجه و يشكل و يخلق الحاجة و المواقف و السلوكات وإلا كيف يمكننا تفسير هذه الارتباط الجماهيري مع فريق مثل "البارصا" "ريال مدريد" هاته الفرق التي أصبحت مرتبطة بعلامة بيبسي كسلعة أو كوكا كولا.


إن إثارة الرغبات و خلق الحاجة بؤرة الرسالة الإشهارية و على هذا الأساس فإن الرغبة هي في الأصل ما يمكن أن يحدد باعتباره منتجا لصورة لذلك و جب التمييز بين الرغبة و الحاجة، فالحاجة تستدعي الإشباع، أما الرغبة فتقود إلى إنتاج حالات الإستيهام. و هذا الترابط بين الحاجات و بين الرغبات المتولدة عنها هو الممر السري الذي يقود إلى فهم المضمون الحقيقي لإستراتجيات الإشهار و هو ما يمكن أن يحقق من خلال تحول المنتج إلى قيمة، فأن تشتريشيئا لا يعني تلبية حاجة فحسب بل العيش من خلال هذا المنتج ضمن وضعية كل اللذين يقتنون منتجا مماثلا" الهوامش: 1.


المنجي الزيدي،ثقافة الشباب في مجتمع الإعلام،عالم الفكر،المجلد 35 السنة ص 2. أرمان وميشال ماتلار،تاريخ نظريات الإتصال،ترجمة نصر الدين لعياضي،والصادق رابح،بيروت،المنظمة العربية للترجمة،سنة ص 23 3. آسا بريغر-بيتربروك،التاريخ الإجتماعي للوسائط،ترجمة مصطفى محمد قاسم،الكويت،المجلس الوطني للثقافة والفنونوالآداب،سنة العدد ص 4. محمد سبيلا وعبد السلام بن عبد العالي،الحداثة،سلسلة دفاتر فلسفية ،العدد 6 ص 5. أحمد كازا ،الفاعلية والإبداع:أو تضارب العقل والخيال،مقال غير منشور 6. أنتوني غدنز،علم الإجتماع،ترجمة فايز،بيروث،المنظمة العربية للترجمة،سنة ،ص 7.


عبد الله القرطبي،مدخل لسوسيولوجية الإعلام والتواصل،المفاهيم والقضايا الأساسية،محاضرات 8. محمد سبيلا وعبد السلام بن عبد العالي،الحداثة،دفاتر فلسفية،العدد 6 ص 9. نفس المرجع ص 27  أنظر محاضرات الأستاذ عبد الله القرطبي،أمام طلبة علم الإجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مراكش حول سوسيولوجية الإعلام والتواصل ،بالضبط محاضرته حول ملفن دوفلور وسائل الإعلام كأنظمة إجتماعية محمد حسام الدين إسماعيل،الصورة والجسد،دراسات نقدية في الإعلام المعاصر،بيروث،مركزدراسات الوحدة العربية، ص  أشير هنا إلى فكرة بعض المحللين الإستراتيجيين بأمريكاخاصة مع فوكوياما وكتابه نهاية التاريخ حيت يتحدت عن نهاية البدائل وسيطرة النظام الرأسمالي بزعامة الولاياة المتحدة الأمريكية محمد جسوس،طروحات حول الثقافة واللغة والتعليم،منشورات الأحداث المغربية،سنة ص 6- 7 رمضان بسطويس محمد،علم الجمال لدى مدرسة فرانكفورت،أدورنو نموذجا،القاهرة،مطبوعات نصوص 90 سنة ص ميشيل مافيزولي،تأمل العالم،الصورة والأسلوب في الحياة الإجتماعية،ترجمة فريد الزاهي،الرباط،منشورات المعهد الجامعي،سلسلة ترجمات، ص نفس المرجع ص 14 أحمد كازا الفاعلية والإبداع أو تضارب العقل والخيال،مقال غير منشور سيغموند فرويد،علم النفس الجماهيري،ترجمة جورج طرابيشي،دار الطليعة،بيروت، ص 9 نفس المرجع ص 9 نفس المرجع ص قراءة في السيميولوجية البصرية الوعي بالمغالطات:.


جميل صليبا ". الأول يرجع إلى وقار الإنسان و هيئته و يكون حده انه هيئة محدودة للإنسان في كلامه و اختياره و حركاته و سكناته. و الثاني يراد به ما يكتسبه الإنسان بالتجارب من الأحكام الكلية فيكون حده أنه معان مجتمعة في الذهن تكون مقدمات تستنبط بها الأغراض و المصالح. والثالث يراد به صحة الفطرة الأولى في الإنسان فيكون حده أنه قوة تدرك صفات الأشياء من حسنها و قبحها و كمالها ونقصانها. يطبق العقل قوانينه المنطقية وهي قوانين الفكر الأساسية على تلك الخبرات ثم يختزن منها ما يشاء له أن يختزن في ذاكرته كي يستطيع ربط الأحداث و الخبرات معا وهي نتيجة منطقية طبيعية.


إبراهيم مصطفى إبراهيم". و الرجل العاقل هو الجامع لأمره و رأيه. وقد اخذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه. و قيل العاقل هو الذي يحبس نفسه ويردها عن هواها. أما في اللغة الفرنسية فيعود مفهوم العقل Raison إلى الجذر اللاتيني Ratio و معناه : عد و أحتسب و منه فكر و اعتقد. كما يفيد معنى النظام و القانون والعلم. ويشير مفهوم العقل بوجه عام إلى ملكة التفكير التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات ويعي بها أسباب حدوث الأشياء وحقائقها. كتاب الفلسفة للسنة ثالثة علوم. والفلسفة الأوروبية الحديثة تميز تمييزا واضحا بين العقل والتفكير فالعقل هو منطقة كل العمليات الذهنية سواء كانت حدسية , أو فكرية مجردة و هو أيضا محل المخيلة و التصورات بكل أنواعها بينما لا يختص التفكير إلا بالعمليات الذهنية التي تتناول المفاهيم و العلاقات.


وهذا التمييز يحتل مكانة كبيرة الأهمية في فلسفة " كانط" وفلسفات القرن التاسع عشر التي تلت الكانطية فتجاوزتها انطلاقا منها. و قد قسم " أرسطو" المغالطات قسمين : أحدهما ينشأ من اللغة حين تستخدم ألفاظ مزدوجة المعنى و الآخر ينشأ عن خطأ في التفكير نفسه , كالمصادرة على المطلوب حين يفترض التسليم بما يطلب البرهنة عليه. و مغالطة الاستقراء تكون في أخطاء الإدراك الحسي وأخطاء التعميم. أ — حجة صالحة في الظاهر , لكنها غير صحيحة في الحقيقة يجري التذرع بها لتوهيم الآخرين , أو يأخذ بها المرء بدافع من حب الذات و المصلحة أو الهوى. ب- حجة تنطلق من مقدمات صحيحة أو يعتقد أنها كذلك و تفضي إلى نتيجة لا يمكن قبولها و لا يمكنها أن تخدع أحدا لكنها تبدو مطابقة لقواعد الاستدلال الصورية و لا يدري المرء كيف يدحضها. إنه أقل تداول من الأول إلا أن تعابير مثل سفسطة السهم , مغالطة كومة القمح و هما المعنيان لا يرميان إلى التوهيم بقضية باطلة , بل يرميان فقط إلى توليد ارتباك منطقي أو نقيضه. هناك في استعمال كلمتي سفسطة وسفسطائية المستعملتين بهذا المعنى , فكرة غالبة قوامها أن استدلالات كهذه هي تجاوز للحق المتطابق فعلا مع القواعد المنطقية والذين تبين نتيجة أن هذه القواعد ليس لها حقل تطبيقي لا محدود.


وقد نشأت لدى الإغريق في القرن السادس قبل الميلاد عن طريق " Corax " و برع فيها تلامذته خاصة « Tisias » و « Gorgias ». و تعهد أفلاطون في محاوراته بمراجعة أسسها وآلياتها إذ يعتبر أن الخطابة على النحو الذي يمارسه السفسطائيون فن مغالطة و ليست أداة للتعبير عن الحقيقة. و تعود الخطابة إلى وصول حقوقية حيث تأكدت الحاجة لدى الإغريق لوضع معايير محددة لفن المرافعة في المحاكم. و قد امتد وجود الخطابة إلى حدود الفكر الروماني إذ يعتبر شيشرون 43مم أحد أعلامها. بل أصبح بالإمكان الحديث اليوم عن خطابة جديدة تستمد مشروعيتها من الحاجة إلى الحوار و الاختلاف في الرأي والتنبيه إلى فنون المغالطة التي تقوم عليها الحضارة المعاصرة ويعود تأسيس هذه الخطابة الجديدة الى المفكرين " لوسيا أولبرخت " L.


olbrechts-tyteca و"شايم بارلمان " Chaim. في ما بعد , أي منذ "ليبنتز" « Leibniz » ومع" هلبارت" « Hilbert » و"رسل " « Russell » , أصبح المنطق رمزيا أي عوض اللغة العادية برموز رياضية. وقد يخص الأول باسم التعليل و الثاني باسم الاستدلال. ولكن الأولى أن يطلق الاستدلال على إقامة الدليل , لا على النظر في الدليل لأن الدليل قول مؤلف من أقوال يلزم من تسليمها لذاتها قول آخر و ليس الاستدلال به النظر في الدليل وإنما هو إقامة الدليل. والاستدلال عند بعضهم هو انتقال الذهني من الأثر إلى المؤثر أو العكس , أو من أحد الآثرين إلى الآخر تعريفات الجرجاني. فانتقالنا مثلا من كون الحديد والنحاس والقصدير أجساما موصولة للحرارة إلى أن كل معدن ناقل للحرارة , يعتبر استدلالا بالاستقراء.


أما في المنطق الصوري فيفهم بالاستدلال استخراج قضية من قضية أو أكثر بسبب معنى القضايا أو مبناها. و يستعمل أيضا في التشبيه, أي في تشبيه الشيء بالشيء, يقال هذا قياس ذاك إذا كان بينهما تشابه. و القياس اللغوي رد الشيء إلى نظيره و القياس الفقهي حمل فرع على أصله لعلة مشتركة بينهما. والقياس المنطقي : قول مؤلف من أقوال إذ أوضعت لزم عنها بذاتها لا بالعرض , قول آخر غيرها اضطرارا ابن سينا , النجاة ص جميل صليبا و تتضمن هذه القضايا الثلاث ثلاثة حدود هي الحد الأكبر والحد الأوسط و الحد الأصغر. و تتحد الفوارق بينها بحسب الما صدق لكل واحد منها أي ما يشمله من موضوعات تصدق عليها الصفة التي يحملها الحد. وتحتوي المقدمة الكبرى على حدين هما الأوسط و الأكبر, أما المقدمة الصغرى فتحتوي على الحدين الأوسط والأصغر, في حين تحتوي النتيجة الحدين الأكبر والأصغر. مثال ذلك قول ابن سينا :" المطلوب الضروري يستنتج في البرهان من الضروريات وفي غير البرهان قد يستنتج من غير الضروريات.


والمقولات عند " كانط" هي التصورات الكلية الأساسية التي يتضمنها العقل المحض وهي صورة قبلية للمعرفة تستنبط من طبيعة الحكم في مختلف صوره , و تمثل الجوانب الأساسية للتفكير النظري , أو الاستدلالي. و للمفهوم بعدان : الخصائص المميزة له compréhension وألما صدق الذي يشمله لأي جملة الأشياء التي يصدق عليها المفهوم Extension , ويقدر المناطقة أن العلاقة بين هذين البعدين هي علاقة تناسب عكسي. والفرق بين المعنى و المفهوم أن المفهوم هو الصورة الذهنية التي يمكن أن يشير إليها لفظ ما أو لا يشير بينما المعنى هو الصورة الذهنية التي يشير إليها لفظ ما. مثل قولنا إننا لا نحكم الطبيعة و لا نسيطر عليها إلا بإطاعتها , أو إن الحرية هي ادراك الضرورة و ما إلى ذلك. Moréas » : " لا أعلم ما معنى المفارقة , أظن أنها الاسم الذي يطلقه الأغبياء على الحقيقة. بالمعنى الأعم , وليس فقط بالمعنى اللفظي المتناسب بطبيعته مع الوظيفة المعينة. و هذه المهمة هي التي اضطلعت بها الفلسفة منذ بدايتها اليونانية مع الجدلية الأفلاطونية.


و يفيد الحجاج الباطل في هذا الإطار خللا في بناء الاستدلال من جهة شكله المنطقي يجعل عملية الاستدلال فيه باطلة و غير مشروعة. و قد يكون في شكل مصادرة على المطلوب أو دور, أو مماثلة باطلة فهذا الاستنتاج البسيط الذي يخلص من المقدمة كل "أ" هي "ب" إلى النتيجة : إذن كل "ب" هي "أ" هو قلب باطل من جهة شكله المنطقي بغض النظر عن مطابقة النتيجة للواقع , فالقول : كل عادل سعيد إذن كل سعيد هو عادل هو قول باطل و غير مشروع. ويمكن في هذا الإطار العودة إلى كتاب "التاريخ و الحقيقة " ل "بول ريكور " حيث أثار معضلة العلاقة بين الحقيقة و التاريخ فإن تمسك الفيلسوف بوحدة الحقيقة نفى تاريخيتها و وقع في الوثوقية , وغن هو تمسك بتاريخية الحقيقة نفى وحدتها ووقع في الريبية مما يقتضي التفكير في الحقيقة على نحو جديد و الانفتاح على المعنى. عندئذ يتجلى "شبه المشكل" : هو. اجرائيات التفكير :. هنا نرجع إلى معطيات متعددة و متضافرة تكشف عن المفهوم , تنكشف في سياقات متعددة حسب الفلاسفة التي تم التطرق إليهم في سياق معالجة المفهوم. ضبط المفهوم إذن ضرورة أساسية ولتبسيط العملية يمكن الاستعانة بفهرس المصطلحات بالمقرر الدراسي , ثم اغناء هذه المعطيات من خلال الملاحظات التي يمكن الحصول عليها بمجهود بسيط.


هذا المعنى لم يعد قائما في الفرنسية. من خلال الإشارة بالنبرة, بالشكل النحوي,أو بعلامة كتابة إلى أن المطلوب من شخص ما , أما أن يكملها في الحالة الأولى و إما أن يؤكدها أو ينفيها. في الحالة الثانية : أن يضل مشكل ما يطرح و يعاد طرحه باستمرار فذلك لا يمثل ضمانة كافية لوجاهة طرحه و لا للحكم بأنه مشكل أصيل فقد لا تعود استمرارية طرحه إلا إلى الطابع العنيد لبعض الأوهام الاديولوجية التي يقترن بها طرح بعض المشاكل في علاقة بالمناخ الثقافي والتاريخي الذي يشكل أرضية طرحها. و ميلاد هذه اللفظة كمفهوم مستقل نجده في التوطئة الأولى لكتاب " نقد العقل الخالص" حين يؤكد "كانط" أنه أطاح بالمعرفة ليترك المجال للإيمان و يقصد "بالمعرفة" التي أطاح بها " معرفة" المدرسين المحفوظة بالتواتر من زمن "أرسطو" والتي تؤكد حقائق ما ورائية كأنما وقع فيها بحث وتمحيص و الأمر ليس كذلك. فالنقد قبل كل شيء هو اعتراف المفكر بمحدودية تفكيره والقول بحصول هذا التفكير ضمن أطر تقييد عملياته و احترام هذه الحدود و القيود هو ضمان تنظيم الأفكار و إحكامها و نجاح التحقيق في كل المسائل ثم إن النقد هو التمييز بين العقل و التفكير فالأول يشمل الثاني و يشمل معه الحدس و المخيلة و الشعور و كل آليات المعرفة التي تتداخل في العقل أحيانا فيكون هذا التداخل صورا ومسائل في الذهن يطرحها ولا يجد لها أجوبة ثابتة يقينية و هذا ما حصل لكل الفلسفات القديمة التي لم تميز بين التفكير المقيد والعقل الطليق فضاعت في المتاهات الماورائية.


و لا يحق للمخاطب طرح الأسئلة على محاوره بل عليه أن يجيب بنعم أو لا وعندما تطرح عليه إحدى الخيارات في اتخاذ رأي ما عليه أن يرجع إحداها و لا يحق له أيضا أن يناقش مدى وجاهة الأسئلة المطروحة علية و لا الخيارات المقدمة له. و لا يعني هذا النمط من أنماط الدحض بمسألة الحقيقة. أما الدحض الفلسفي فليس رفضا قاطعا ولا تقويضا جذريا لآراء بل هو تفنيد يهدف إلى تطهير الفكر من الأحكام أو المعارف المغلوطة أي إلى إدراك الحقيقة وتأسيسها بشكل استدلالي و إقناع الآخرين بها. يقول "أفلاطون " في محاورة "غورجياس" : " أنا واحد من أولئك الذين يريدون أن يدحضوا إن قلت أي شيء غير حقيقي وأريد أن أدحض أي رجا آخر يقول ما ليس حقا لأني لا أتصور شرا يستطيع أن يتحمله إنسان أعظم من رأي فاسد ". تحتل اللفظة مكانة هامة عند بعض الديكارتيين كسبينوزا ولايبنيتز: "كل حد نفي" سبينوزا إذن فلا يمكن عندهم الإحاطة بطبيعة الله من خلال الحدود و التعريفات.


المفاهيم و الألفاظ في الفلسفة الحديثة " يوسف الصديق". والنقد عند كانط ليس نقدا للمعارف و للواقع بقدر ما هو فحص للشروط الذاتية للمعرفة و هكذا فإن ما يميز "البرهان" عن "الحجة" هو أن البرهان يظل ضروريا وكونيا وغير قابل للنقاش في حين تتميز الحجة بقابليتها للدحض و النقاش. إيتيقا التفكير :. أما في المعنى العام فهو النقاش الذي يدور بين طرفين أو أكثر وهو شكل من أشكال التواصل و التخاطب المشترك يقوم على تبادل الآراء و الحجج لتحقيق التفاهم و الاتفاق. و هذه الوظيفة تبرز البعد ألعلائقي للحوار لكن هذه العلاقة ذات مستويات فقد تكون بين ذاتية و قد تشمل الحضارات حينما نتحدث عن حوار الحضارات. بل إنه شرط التفكير و نشاط الفكر ذاته في علاقته بالتفلسف و بحثه الدءوب عن الحقيقة. و الجدل في الأصل فن الحوار و المناقشة. قال "أفلاطون" : الجدلي هو الذي يحسن السؤال و الجواب. كراتيل ص و الغرض منه الإرتقاء من تصور إلى تصور و من قول إلى قول. للوصول إلى أعم التصورات و أعلى المبادئ. وهذا الذي ذهب إليه "أفلاطون" كان "سقراك" قد قرره قبله فزعم أن العلم لا يعلم و لا يدون في الكتب بل يكشف بطريقة الحوار فلا يمكنك أن تلزم الخصم بنتيجة القياس إلا إذا استخرجتها من مبدأ مسلم به عنده و لا يمكنك أن تخطو خطوة واحدة إلى الأمام من دون أن تتيقن أن الخصم يتبعك.


فأنل أعيش مع غيري و أتألم بمحضره وهو بدوره يعيش معي و يتألم أمام أنظاري و يبحث كل واحد منا عن الخروج من جوانيته المطلقة و التعبير عن ألمه. لقد اقترنت نشأة مشكلة التواصل بنشأة الذاتية مع "ديكارت" حيث استدعت وحدة الذات النظر في أسس التواصل باعتباره يطرح قضية أخطر و أعمق هي قضية الاعتراف بالغير بوجه خاص و بالعالم الخارجي بوجه عام. ومهما تنوعت الطرق التي طرح بها هذا المشكل فإن الحل الفلسفي يفضي في أغلب الأحيان إلى إثبات وجود ضرب من التواصل بين الضمائر إلا أن ما يبقى محل تساؤل دائم إنما هو السر الذي يجعل هذا التواصل ممكنا و هكذا فقد أولى"ديكارت" اللغة دورا أداتيا باعتبارها تسمح بتحقيق أمر يتجاوزها من حيث القيمة و الأهمية ألا وهو التبادل و التواصل وهذا يعني أن اللغة في نظر ديكارت لا تغدو أن تكون مجرد أن تكون مجرد ظاهرة نستنتج من خلالها وجود الوعي و الشعور لدى الآخرين و ليس التواصل مجرد علاقة بين إنسان و آخر تتجلى من خلاله إنسانية الإنسان بل هو أيضا تبادل بين المجموعات المختلفة عن طريق أجهزة متفاوتة التعقيد.


فكل تواصل يفترض منبعا باثا للرسالة حسب رموز معينة و قناة بث لهذه الرسالة و جهازا يتقبل الرسالة و يفك رموزها. إذن لابد أن تتوفر لدى المتواصلين أي بين المرسل و المرسل إليه , وسائل إعلام تتمثل في أجهزة البث و قنوات البث ووسائل تلقي البث. ويمكن على هذا الاعتبار دراسة شبكات التواصل و تأثيرها على الرسائل المبثوثة بالنظر إلى الدور الذي قد يلعبه الباث أو قناة البث. و يرجع العديد من الباحثين ظهور الإيتيقا إلى النزعة الرواقية بينما يجدرها البعض في الفلسفة السبينوزية التي نظرت لقيام اتيقا تبحث في علاقة الإنسان بالإنسان وبالطبيعة و بالسلطة كتاب الفلسفة للسنة ثالثة آداب. تجربة الالتزام :.


فالفكر الملتزم هو الفكر الذي يتعامل بجدية مع استتباعاته الأخلاقية والاجتماعية. ومن ثمة فإن الفكر الملتزم هو الفكر الواعي بضرورة الوفاء لمشروع إنساني محدد المبادئ.



مارس 17, 1 تعليق. اليومي فلسفة 3 علوم. المفهوم : للفظ اليومي معاني متشعّبة ومعقّدة جدّا إلى حدّ أنّه يصعب ضبط مفهوم ومعنى واضح لهذا اللفظ. إلاّ أنّنا سنحاول أن نسوق بعض المفاهيم التي قد تتوافق ولفظة اليومي. إذ أنّ كلمة اليومي يمكن أن تحيل على : الرتابة، الاجترار، الانغلاق، الخمول والكسل الفكري، الرضى بالجاهز والتسليم به. وكلّ هذا في الحقيقة يحيل إلى معنى واضح وهو: الفكر السّائد وهو الفكر الذي يسلّم بكلّ شيء دون أيّ تفكير أو إعمال للعقل. فعبارة اليومي بكلّ ما تحمل من معاني ودلالات تحيل دائما وفي كلّ الحالات إلى العنف المسلّط على الإنسان من قبل العالم. فهذا العالم وبلا شكّ يمارس على الإنسان جملة من الضغوطات والإلزامات التي تكبّل الإنسان وتعوق عمليّة التفكير. بل وأكثر من ذلك يصبح الإنسان في ظلّ هذه القسوة المسلّطة عليه إلى كائن لا مفكّر، ولهذا فنحن نقرن لفظة اليومي بلفظة الوثوقيّة والدغمائيّة. إذن فاليومي يفرض وصايته على الفكر إلى حدّ أنّ الإنسان يفتقد حريّة التفكير وهذه هي مأساة الإنسان الحقيقيّة. لذلك فنحن نلجأ للفلسفة حتّى تعتقنا من سلطة اليومي وتحرّرنا من تبعاته، ذلك لأنّ رسالة الفيلسوف هي إقامة القطيعة بين الفكر السّائد والفكر الفلسفي الفكر السّائد يسلّم بكلّ شيء دون برهان لأنّه فكر تعوّد في ظلّ ما هو يومي بالحلول الجاهزة والتسليم بالأحكام المسبقة.


مفهوم اليومي يظلّ إذن مرتبط أساسا بما هو سلبي، ذلك لأنّ اليومي يفرض على الإنسان جملة من الأفكار التي نجبر على تقبّلها سلبيّا دون فحص أو نقد أو تأمّل، فهذه الأفكار لا دخل للذات في بنائها بل إنّ مصدرها هو الآخر المجتمع، العادات، التقاليد، الموروث في علاقة اليومي بالفلسفة : تغدو الفلسفة مقاومة لليومي الجاثم فهي التي تقيم فارقا بين المعرفة الحقّ النابعة من العقل والقائمة على التفحّص والتمعّن والتبصّر الذهني وبين إعتقاد المعرفة الوثوقيّة ذلك لأنّ الفيلسوف ينكر عن نفسه حقّ الإقامة في معرفة مطلقة في مقابل العامّي الذي يدّعي أنّه يعرف. إذن فإنّ قيمة التفلسف يستمدّ مشروعيّته من حيث أنّه يراهن على تحرير الإنسان من وساطة فكر اليومي. وفي اعتقادي أن هذا الزوج الأخير يكاد يضم الأزواج الأخرى جميعها. ذلك أن اليومي يعني الاجترار والتكرار، واجتماعياً الرتابة ، وإيديولوجيا الدوكسا وبادئ الرأي، وزمانياً التقليد والماضي الجاثم، وأنطولوجيا التطابق والوحدة.


على هذا النحو تغدو الفلسفة، في مقابلتها لليومي، سعياً وراء إحداث الفجوات في ما يبدو متصلاًَ، وخلق الفراغ في ما يبدو ممتلئاً، وزرع الشك في ما يبدو بديهياً، وبعث روح التحديث في ما يعمل تقليداً، وتوليد البارادوكس في ما يعمل دوكسا. الفلسفة اذاً مقاومة تعمل في جبهات متعددة، أي تعمل ضد كل ما من شأنه أن يكرس الامتلاء والتطابق والتقليد. الفلسفة هي محاولة لاسترجاع الإنسان لإنسانيّته بعيدا عن عالم يفرض الطاعة على الفرد ويفقده حتّى القدرة على التمييز، والفلسفة أيضا محاولة لإحياء حس الاختلاف وزرع روح التحرّر. إن الفلسفة تنسج على أرضية الحريّة، أو على الأصح إنها هي التي تقيم تلك الحرّيّة. تعليقات المدونة تعليقات الفيس بوك هناك تعليق واحد:.


Unknown 22 أكتوبر في ص. تحميل المزيد رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية. الاشتراك في: تعليقات الرسالة Atom. مشاركات شائعة. خصائص الشعر الوطني ومضامينه لكل من الشابي ومحمود درويش و احمد شوقي. خصائص الشعر الوطني ومضامينه لكل من الشابي ومحمود درويش و احمد شوقي تعريف خصائص الشعر الوطني ومضامينه الت ابن المقفع في كليلة ودمنة: نقد المجتمع سياسيًا وأخلاقيًا ودور الشخصيات في تحقيق ذلك. ابن المقفع في كليلة ودمنة: نقد المجتمع سياسيًا وأخلاقيًا مقدمة تفطن العديد من الأدباء إلى الأوضاع المتردية في مجتمعه لإصلاحه اليومي فلسفة 3 علوم المفهوم : للفظ اليومي معاني متشعّبة ومعقّدة جدّا إلى حدّ أنّه يصعب ضبط مفهوم ومعنى واضح لهذا اللفظ.


إلاّ أنّن شائع هذا الأسبوع. الفخر فى الشعر العربي. الفخر فى الشعر العربي الفخر فى الشعر العربي مقدمة الفخر هو الاعتزاز بالفضائل الحميدة التي يتحلى بها الشاعر أو تتحلى بها قبيلته، وا ما الفرق بين الحب العذري والحب الاباحي. ما الفرق بين الحب العذري والحب الاباحي ما الفرق بين الحب العذري والحب الاباحي تعريف الغزل العذري الغزل العذري فن شعري تشيع ف محور اليومي. محور اليومي محور اليومي يقول آلان : " من لم يبدأ بعدم الفهم، لا يعرف معنى التفكير - المفهوم : للفظ اليومي معاني متشعّ تلخيص قصة دومة ود حامد. تلحيص دنيا جديد. تلحيص دنيا جديد التقديم المادي المؤلف : محمود أحمد تيمور م كاتب قصصي، ولد في القاهرة في أسرة اشتهرت بال تقديم قصة الايام الجزء الثانى : تقديم المادي - التقديم المعنوي. تقديم قصة الايام الجزء الثانى I. التقديم المادي 1. تعرف الكاتب : طه حسين هو عميد الأدب العربي، وأدي قيم الفخر بالذات وذكر شمائل في الشعر الجاهلي.


قيم الفخر بالذات وذكر شمائل في الشعر الجاهلي قيم الفخر بالذات وذكر شمائل في الشعر الجاهلي تمهيد ومما لا يختلف فيه اثنان تلخيص محور النمذجة للباكالوريا. التسميات أخبار أخر الأخبار أدام و حواء اسلاميات المجتمع تكنولوجيا ثقافة سياسة صحة و جمال صور غرائب و عجائب قصص و عبر مجتمع. من نحن. la vie dans le monde تصميم بلوجرام. يتم التشغيل بواسطة Blogger.



الإشهار واليات اشتغاله,'+relatedpoststitle+'

WebQu'est-ce que tu penses de اليات اشتغال اليومي? Ton opinion compte et grâce à elle les autres utilisateurs peuvent avoir plus d'infos sur ce thème ou sur d'autres. Ici, on te montre de Webللفظ اليومي معاني متشعّبة ومعقّدة جدّا إلى حدّ أنّه يصعب ضبط مفهوم ومعنى واضح لهذا اللفظ. إلاّ أنّنا سنحاول أن نسوق بعض المفاهيم التي قد تتوافق ولفظة اليومي WebNov 29,  · 3 مارس #2. هذا هو درس فلسفة اليومي لثلة علوم إعلامية. - تحديد مفهوم "اليومي": يعتبر لفظ "يومي" من الألفاظ العربية الفصحى، وهو مشتق من اسم "يوم"، وفي معظم المعاجم العربية، نجد هذا اللفظ يرتبط Webآليات اشتغال الخطاب الإشهاري: كل ألآليات الجمالية والمنطقية والبلاغية من إستمالات وإيحاءات من صوت وصورة أو مايمكن تسميته بالوسائل التعبيرية المختلفة المعتمدة في تمرير الإرسالية الإشهارية مادام الإشهار يطمح لتعريف الجمهور بمنتوج ما والعمل على دفعه لإقتناءه21 Webأ- آليات اشتغال اليومي الحكم المسبق; المنهجية شعب علمية: مراجعة من خلال نماذج; المنهجية شعبة الآداب: مراجعة من خلال نماذج; 2- الأنظمة الرمزية بين التماثل والاختلاف أ- في ت Webالفلسفة بوصفها تفكيرا في اليوميّ. محمد الحرز: التفكير باليومي و الاشتغال على أهمّ القضايا التي تخترقه من العمق، هو أحد أهمّ التوجّهات الفلسفية المعاصرة. وهي توجّهات تهدف إلى التخلّص من مأزق ... read more



و تتضمن هذه القضايا الثلاث ثلاثة حدود هي الحد الأكبر والحد الأوسط و الحد الأصغر. نفس المرجع ص 9 ذلك أن اليومي يعني الاجترار والتكرار، واجتماعياً الرتابة ، وإيديولوجيا الدوكسا وبادئ الرأي، وزمانياً التقليد والماضي الجاثم، وأنطولوجيا التطابق والوحدة. إن اليومي يمارس علينا سلطة يتطلب منا الخضوع و المسايرة فهو ليس فقط ما نشاهده أو نسمعه بل هو أيضا وفي جوهره الوسط الذي ننخرط فيه و القانون الذي علينا أن نطيعه. سجل و احصل على خدمات مجانية فقط على منتديات طلبة علوم الإعلام و الإتصال جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم : تصاميم مجانية إعلانات،شعارات، ملصقات،مطويات ، الإستمارة الإلكترونية. إن قصدية اشتغال الخطاب الإشهار تتجه نحو جعل العالم مليء بالمقدسات و قتل أي فكرة مجردة، لقد أصبح كل شيء أسطوري قابل للتحقق عن طريق إيقاظ الرغبة و الإقدام على الاستهلاك لقد كان الإنسان البدائي يسعى على الدوام للخلاص و بالتالي كان لحياته معنى يتركز في الاهتمام بالحاضر و الخلود.



Te voilà des sujets associés, اليات اشتغال اليومي. محمد جسوس،طروحات حول الثقافة واللغة والتعليم،منشورات الأحداث المغربية،سنة ص 6- 7 إن آلية إشتغال هذا الخطاب ماكرة بحيث تسعى إلى توحيد الجماعة حول الإحتفال بالإستهلاك وخلق الصراع من داخل الجماعة ومن خلال إستراتيجية الظهوروبروز الفرد كنجم في لباسه وعاداته وهيأته كنجم مواكب وعصري ، فتوحيد الأفراد يسهل عملية التنميط والتوجيه للمواقف والسلوكات ، وهي استراتيجية الخطاب الإشهاري الذي يوهم الفرد من اليات اشتغال اليومي صناعته لنماذج من الأنا، فلا شيء ثابت وقار إلا التوجيه والتحكم ، فلم يعد الإنتماء لتاريخ يعني الإلتزام أو الإختيار الحر، بل يعني التوتر المستمر والتحيين المستمر للأنا ، حتى الحلم لم يعد بعيد المنال ، إنه يقترب منا كل لحظة بواسطة الخطاب الإشهاري لم تعد الألمب بعيدة جدا ومفارقة للواقع ولن يظل سيزيف صاعدا القمة في شقائه الأبدي ، بل كل شيء يمكن للخطاب الإشهاري أن يقربه منا من خلال إستراتيجيته الإستيتيكية وآليات الإستمالة العاطفية والوجدانية وآليات الإغواء والإغراء وكل نموذج للأنا يتم صنعه من خلال مجموعة من التوصيفات يتم تجاوزه بتوصيفات جديدة ، فلم تعد هناك أية علاقة بين الحياة الآنية حياة الحاضر والراهن!! شاكر عبد الحميد،عصر الصورة،الكويت،سلسلة عالم المعرفة العدد يناير ص11 عبد السلام بن عبد اليات اشتغال اليومي العين وثقافة الأذن،دار توبقال للنشر،ص 84

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة